مما لا شك فيه أن الصحة العقلية والنفسية للرياضيين من أهم الشروط التي تسمح للرياضي بالتفوق و التألق وإحراز الإنجازات الرياضية عالية المستوى،فنجاح الرياضي مرهون بمدى تمتعه بصحة نفسية وعقلية سليمة : من استقرار نفسي وتوازن انفعالي ،ثقة بالنفس مثلى، دافعية عالية وصلابة عامة في مختلف السمات النفسية التي تمكن الرياضي من مواجهة الضغوط العالية للمنافسة والتدريب ،وأن يتكيف مع مختلف تغيرات البيئة الرياضية وبالتالي يتحكم ويسير انفعالاته في الاتجاه الإيجابي لتحقيق أهدافه الرياضية، وهذا لا يتحقق إلا بالإعداد المتكامل للرياضي ليس فقط من الناحية البدنية والمهارية والخططية فحسب ،ولكن من الناحية النفسية
و العقلية حتى يتمكن من مواجهة الصعـوبات والمشكلات التي يتعرض إليها من حين لآخر وتكون عائق دون وصوله للأداء الأمثل والكفاية البدنية المطلوبة.
وقد تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن الجانب النفسي للرياضي ودوره في حسم نتائج المنافسات فقد بات الجانب النفسي واللعب على التفاصيل الدقيقة خاصة في المحافل الرياضية الدولية الهامة حديث كل المختصين الرياضيين وحتى الصحفيين ،ولكن السؤال المطروح هل هناك رعاية ومتابعة نفسية فعلية للرياضيين من طرف أخصائيين نفسانيين رياضيين مؤهـليـن .
- كيف يمكن للمدرب مواجهة ضغوط المنافسة عند الرياضيين بنفسه ودون مساعدة المختص النفسي
- كيف للمدرب تنمية مهارات الرياضيين النفسية واستثمارها في الأداء؟
- كيف يتم التأهيل النفسي للرياضي بعد الإصابة ؟
كل هذه التساؤلات وغيرها كثيرة تستدعي إقحام الأخصائيين النفسانيين الرياضيين في فريق الإعداد الرياضي مثله مثل الطبيب والمدلك ، فالمدرب ومساعده ليمكنهما القيام بكل هذه التدخلات فهذا يفوق اختصاصهم وتأهيلهم العلمي،فالأخصائي النفسي هو المؤهل لإعداد الرياضيين نفسيا وذلك على مستويات كثيرة منها مواجهة قلق المنافسة،التعبئة النفسية الصحيحة للمنافسة،تنمية المهارات العقلية التي تدخل في الإعداد النفسي والعقلي للمنافسة ،تنظيم الطاقة النفسية للرياضي في مقابل الطاقة البدنية،والتدخل في حالات الإجهاد العصبي للرياضي حتى لا يصل إلى حالة الاحتراق الرياضي والانسحاب الكلي من ممارسة الرياضة و أيضا في حالة التكفل النفسي بالرياضي بعد الإصابة.